تخيل أنك تجلس على كرسي المدير، سوف تدرك أن أولئك الذين يقدرون أنفسهم حق قدرها، والذين يعرفون مدى أهميتهم للعمل، هم أقل الناس تأخرا في الحضور صباحا، وأقلهم استعدادا للغياب بدون عذر. فلو كنت مسئولا عن الحضور والانصراف، أو كنت تشرف على إدارة بعض المساعدين، فيجب أن تأخذ في الاعتبار ما يلي:
أولا: تأكد من أن الجميع يدركون عواقب التأخير الوخيمة، وخطورة التغيب بدون مبرر. فإذا كان أحد الزملاء يتأخر باستمرار، فسوف يتساءل الآخرون: ولماذا نحضر نحن مبكرا!؟.
ثانيا: حين يتأخر أو يغيب أحدهم بشكل مفاجئ، سوف تضطر لإيجاد البديل في آخر لحظة، وهذا الحل مكلف وغير كفء، وعليك توضيح هذه الحقيقة للجميع في أول اجتماع.
ثالثا: حضور العاملين، في نفس الوقت، وبدء العمل في لحظة مشتركة ينمي روح الفريق ويعزز أواصر التعاون، ويخلق نوعا من الحماس والدافعية لدى الجميع. وشذوذ أحد الزملاء عن هذا المنهج يحوله إلى شرخ دائم في صف الفريق المتماس.
رابعا: عندما يتأخر أحدهم عدة مرات متتالية، تكلم معه بصراحة، واشرح له كم هو مهم للعمل، وكم يفتقده زملاؤه أثناء غيابه، وكيف يؤثر على أداء المجموعة. وفي هذا الموقف أعرب عن تقديرك لإنجازاته السابقة، واجعله يشعر بأهميته ومدى احتياج العمل لكل دقيقة منه.
خامسا: فإذا لم يستجب الموظف، فإن من أفضل أساليب رفع الروح المعنوية في الشركة، ترقية العاملين الملتزمين وفصل العالمين السلبيين. ويعتبر الفشل في ممارسة الأسلوبين خطأ إداريا فادحا.
أخيرا.. تخيل.. أنك من يتأخر.. أو يغيب دون عذر.. هل تعذر المدير!؟
الإخـــاء الروتينـــي الإداري
التعريف: هو تحول الإخاء الحقيقي الذي دعا إليه الإسلام إلى علاقة أشبه بالعلاقة الإدارية بين الموظفين في قسم واحد، بما ينتاب هذه العلاقة من جوانب سلبية كثيرة، وبما يغلب عليها من طابع الجفاف في العلاقات والطبيعة الروتينية التي تربط الموظفين بعضهم ببعض وتربط كلاً منهم بمديرهم بقوانين إدارية ولوائح تكون هي روح العلاقة التي تجمعهم.
المظاهر:
عدم الإحساس بالمحبة الأخوية تجاه العضو الآخر.
عدم السؤال عن الأحوال في حالة الضيق.
عدم عيادته إذا مرض أو تعزيته إذا مات قريب.
فتور الترحيب عند اللقاء.
عدم التواصل بالهاتف أو الزيارات عند اختلاف مراكز العمل.
التخلي عن مساعدته عند الحاجة.
الأسباب:
قلة البرامج الإيمانية في منهج المؤسسة.
قلة تواجد القدرات .
ضعف التركيز على جانب الأخوة في المناهج.
غلبة الجانب الإداري التنفيذي على الجانب الإيماني.
كثرة دخول العناصر الضعيفة في المؤسسة.
الجهل الشرعي بأهمية وواجبات الأخوة.
قلة اللقاءات الإيمانية الأخوية خارج نطاق العمل الإداري للمؤسسة.
كثرة تنقلات أفراد المؤسسة بين أقسامها مما لا يتيح لهم بناء علاقات أخوية لقلة مدة الاحتكاك.
عدم القيام بواجبات الأخوة أو ضعف القيام بها.
عدم التوافق مع الطبيعة البشرية.
اختلاف الهمم في التحرك في الدعوة والاختلاف في التوافق في العمل الدعوي.
جفاف الطبع، والجهل بطرق كسب القلوب.
الحـــل:
1- زيادة إشراك الأعضاء بعمل مشترك، وإطالة الاحتكاك بعضهم مع بعض.
2- التركيز على الجانب الأخوي والتنبيه عليه قبل القيام بأي عمل إداري.
3- التركيز على الجانب الأخوي في المنهاج.
4- ترجمة المعاني النظرية في الأخوة إلى تطبيقات عملية لتعميق المحبة بين الأعضاء.
5- ضبط النظم الإدارية دوماً بالضوابط الإيمانية والأخوية حتى لا تتغلب الإداريات عليها.
6- الاختيار المناسب للمسؤول الذي تكون أول مهامه ربط العناصر بعضها مع بعض، وإشاعة روح المحبة بينهم كما فعل الرسول صلى الله عليه وسلم عند دخوله المدينة.
التهادي بين الأعضاء يعمق روابط الأخوة.
إجراء بعض الدورات في فن التعامل والترحيب.
أن تكون جزءاً من المنهج القرائي للمؤسسة.
بث بعض العناصر الإيمانية التي توقظ وتؤلف بين الأعضاء حتى وإن كانوا ضعفاء في الإنتاجية.
تضييق الهوة بين فترات التقييم حتى يتم استدراك ما يمكن استدراكه